فصل: (سورة ق: الآيات 40- 45).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة ق: الآيات 40- 45].

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعًا ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقولونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالقرآن مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (45)}.
{وَمِنَ اللَّيْلِ} الواو حرف عطف وجار ومجرور متعلقان بسبح {فَسَبِّحْهُ} الفاء حرف عطف وأمر ومفعوله والفاعل مستتر {وَأَدْبارَ} ظرف زمان {السُّجُودِ} مضاف إليه {وَاسْتَمِعْ} الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر {يَوْمَ} ظرف زمان {يُنادِ} مضارع {الْمُنادِ} فاعل والجملة في محل جر بالإضافة {مِنْ مَكانٍ} متعلقان بالفعل {قَرِيبٍ} صفة {يَوْمَ} بدل من يوم {يَسْمَعُونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله {الصَّيْحَةَ} مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة {بِالْحَقِّ} حال {ذلِكَ يَوْمُ} مبتدأ وخبره {الْخُرُوجِ} مضاف إليه والجملة الاسمية مستأنفة {إِنَّا} إن واسمها {نَحْنُ} ضمير فصل {نُحْيِي} مضارع والفاعل مستتر والجملة خبر إن {وَنُمِيتُ} معطوف على نحيي {وَإِلَيْنَا} الواو حرف عطف وإلينا خبر مقدم {الْمَصِيرُ} مبتدأ مؤخر {يَوْمَ} بدل من يوم يسمعون {تَشَقَّقُ} مضارع {الْأَرْضُ} فاعله والجملة في محل جر بالإضافة {عَنْهُمْ} متعلقان بالفعل {سِراعًا} حال {ذلِكَ حَشْرٌ} مبتدأ وخبره {عَلَيْنا} متعلقان بما بعدهما {يَسِيرٌ} صفة حشر والجملة الاسمية مستأنفة {نَحْنُ أَعْلَمُ} مبتدأ وخبره والجملة مستأنفة لا محل لها {بِما} متعلقان بأعلم {يَقولونَ} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة ما {وَما} الواو حالية وما نافية عاملة عمل ليس {أَنْتَ} اسمها {عَلَيْهِمْ} متعلقان بما بعدهما {بِجَبَّارٍ} الباء حرف جر زائد وجبار مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما والجملة حالية {فَذَكِّرْ} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر {بِالقرآن} متعلقان بالفعل {مَنْ} مفعول به {يَخافُ} مضارع فاعله مستتر {وَعِيدِ} مفعول به وياء المتكلم المحذوفة مضاف إليه والجملة صلة من وجملة ذكر جواب شرط مقدر لا محل لها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة ق ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث:
1249- الحديث الأول:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنه قال: «كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب».
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حديث أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب» رَوَاهُ مُسلم فِي آخر الْفِتَن وَزَاد فِي لفظ مِنْهُ خلق وَفِيه يركب انتهى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حديث دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «يَأْكُل التُّرَاب كل شَيْء من الْإِنْسَان إِلَّا عجب ذَنبه». قالوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُول الله؟ قال: «هُوَ مثل حَبَّة الْخَرْدَل مِنْهُ يَنْبُتُونَ». انتهى.
وَقال حديث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
فَإِن أَرَادَ بِهَذَا الْإِسْنَاد فَغَرِيب وَإِن أَرَادَ أَصله فَوَهم وَالظَّاهِر أَنه مَقْصُوده عَلَى عَادَة أَوْهَامه فِي ذَلِك وَالله أعلم.
وَعجب الذَّنب بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم بعْدهَا بَاء مُوَحدَة وَيروَى بِالْمِيم وَهُوَ الْعظم أَسْفَل الصلب وَهُوَ مَكَان الدبث من الْحَيَوَان وَذَوَات الْأَرْبَع.
1250- الحديث الثاني:
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنه قال: «إِن مقْعد مَلَكَيْك عَلَى ثَنِيَّتك وَلِسَانك قَلَمهمَا وَرِيقك مِدَادهمَا وَأَنت تجْرِي فِيمَا لَا يَعْنِيك لَا تَسْتَحي من الله وَلَا مِنْهُمَا».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الدينَوَرِي ثَنَا أَحْمد بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان الْخُتلِي ثَنَا أَحْمد بن أَيُّوب الْمرْجَانِي ثَنَا جميل بن الْحسن ثَنَا أَرْطَاة بن الْأَشْعَث الْعَدوي عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن عَلّي بن أبي طَالب قال قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مقْعد مَلَكَيْك» إِلَى آخِره.
1251- الحديث الثَّالِث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنه قال: «كَاتب الْحَسَنَات عَلَى يَمِين الرجل وَكَاتب السَّيِّئَات عَلَى يسَاره وَكَاتب الْحَسَنَات أَمِين عَلَى كَاتب السَّيِّئَات فَإِذا عمل حَسَنَة كتبهَا ملك الْيَمين عشرا وَإِذا عمل سَيِّئَة قال صَاحب الْيَمين صَاحب الشمَال دَعه سبع سَاعَات لَعَلَّه يسبح أَو يسْتَغْفر».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ كِلَاهُمَا من حديث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قال قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «صَاحب الْيَمين أَمِين عَلَى صَاحب الشمَال فَإِذا عمل العَبْد حَسَنَة كتبهَا بِعشر أَمْثَالهَا وَإِذا عمل سَيِّئَة قال لَهُ صَاحب الْيَمين امْكُث سِتّ سَاعَات فَإِن أسْتَغْفر لم يكْتب عَلَيْهِ وَإِلَّا أَثْبَتَت عَلَيْهِ السَّيئَة». انتهى.
وَبِهَذَا السَّنَد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْبَغَوِيّ.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده والواحدي فِي الْوَسِيط من حديث بشر بن نمير عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا. فَذَكَرَاهُ وَفِيه: «فَيَقول لَهُ أمسك فَيمسك سبع سَاعَات فَإِن اسْتغْفر لم تكْتب عَلَيْهِ وَإِن لم يسْتَغْفر كتبت سَيِّئَة». انتهى.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ أَيْضا عَن ثَوْر بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا نَحوه.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الرَّعْد عِنْد قوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَات من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله} حَدثنِي الْمثنى ثَنَا إِبْرَاهِيم بن عبد السلام بن صَالح الْقشيرِي ثَنَا عَلّي بن جرير عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبد الحميد بن جَعْفَر عَن كنَانَة قال دخل عُثْمَان بن عَفَّان عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فَقال يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن العَبْد كم مَعَه ملك قال: «عَلَى يَمِينك ملك وَهُوَ عَلَى حَسَنَاتك وَهُوَ أَمِين عَلَى الْملك الَّذِي عَلَى الشمَال إِذا عملت حَسَنَة كتبت عشرا وَإِذا عملت سَيِّئَة قال الَّذِي عَلَى الشمَال للَّذي عَلَى الْيَمين اكْتُبْ فَيَقول لَهُ لَا لَعَلَّه يسْتَغْفر الله وَيَتُوب». مُخْتَصر.
وَاخْتَصَرَهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عُرْوَة فَرَوَاهُ من حديث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش ثَنَا عَاصِم بن رَجَاء بن حَيْوَة عَن عُرْوَة بن رُوَيْم عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «إِن صَاحب الشمَال ليرْفَع الْقَلَم سِتّ سَاعَات عَن العَبْد الْمُسلم الْمُخطئ فَإِن نَدم واستغفر الله مِنْهَا أَلْقَاهَا عَنهُ وَإِلَّا كتبهَا وَاحِدَة». انتهى.
وَقال غَرِيب من حديث عَاصِم وَعُرْوَة لم نَكْتُبهُ إِلَّا من حديث إِسْمَاعِيل ابْن عَيَّاش انتهى.
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.
1252- الحديث الرابع:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنه قال: «من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب قبل أَن يتَكَلَّم كتبت صلَاته فِي عليين».
قلت رُوِيَ مُرْسلا وَمُسْندًا.
فَالْمُسْنَدُ رُوِيَ من حديث أنس وَمن حديث عَائِشَة.
فَحديث أنس رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَابه غرائب مَالك من حديث الْحسن بن اللَّيْث بن حَاجِب ثني أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَسدي قال قرأت عَلَى مَالك بن أنس عَن ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك قال سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقول: «من صَلَّى الْمغرب ثمَّ صَلَّى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يتَكَلَّم بِشَيْء كتبَتَا فِي عليين فَإِن صَلَّى أَرْبعا كَانَ كَالْمُعَقبِ غَزْوَة بعد غَزْوَة فَإِن صَلَّى ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة بنى لَهُ فِي الْجنَّة قصر من ياقوت فِيهِ من الشّجر وَنور الثَّمر مَا لا يُحْصِيه إِلَّا رب وَالْعَالمِينَ» انْتَهَى قال الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا حديث مَوْضُوع عَلَى مَالك وَمن دونه فِي الْإِسْنَاد ضعفاء انتهى.
وَحديث عَائِشَة رَوَاهُ أَبُو حَفْص عمر بن أَحْمد بن عُثْمَان الْمَعْرُوف بِابْن شاهين فِي كتاب التَّرْغِيب فَقال ثَنَا عمر بن عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان الزيَادي ثَنَا إِسْحَاق بن عبد الحميد الوَاسِطِيّ الْعَطَّار ثَنَا مُحَمَّد بن عون بن عمَارَة عَن حَفْص بن جَمِيع عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قالت قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَا من صَلَاة أحب إِلَى الله عَزَّ وَجَلَّ من صَلَاة الْمغرب بهَا يفتح العَبْد لَيْلَة وَيخْتم نَهَاره لم يحطهَا عَن مُسَافر من صلاهَا وَصَلى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يكلم جَلِيسا كتبت صلَاته فِي عليين أَو رفعت» شكّ ابْن عون: «فَإِن صَلَّى بعْدهَا أَربع رَكْعَات قبل أَن يكلم جَلِيسا بنى الله لَهُ قَصْرَيْنِ من ياقوت بَينهمَا من الْجنان مَالا يُعلمهُ إِلَّا الله وَإِن صَلَّى بعْدهَا سِتا قبل أَن يكلم جَلِيسا غفر لَهُ ذنُوب أَرْبَعِينَ عَاما» انتهى.
وَأما الْمُرْسل فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة وَعبد الرَّزَّاق فِي مصنفيهما فِي كتاب الصَّلَاة قالا حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز بن عمر قال سَمِعت مَكْحُولًا يَقول بَلغنِي أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «من صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب قبل أَن يتَكَلَّم كتبَتَا» أَو قال: «رُفِعَتَا فِي عليين». انتهى.
1253- الحديث الخامس:
رُوِيَ أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال لِمعَاذ بن جبل: «يَا معَاذ اسْمَع مَا أَقول لَك» ثمَّ حَدثهُ بعد ذَلِك.
1254- الحديث السادس:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَنه قال: «من قرأ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ ثَارَاتِ الْمَوْت وَسَكَرَاته».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أَحْمد الْمَاوَرْدِيّ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَادَّة الْكَرَابِيسِي ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سَلمَة بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِم بن بهدله عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من قرأ سُورَة ق هون الله عَلَيْهِ» إِلَى آخِره سَوَاء.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور فِي يُونُس. اهـ.

.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة:

قال إلكيا هراسي:
سورة ق:
قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} الآية: 39.
اختلف في معناها، فقال قائلون: عنى به صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وروي ذلك عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال:
«فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}».
وقال ابن عباس وقتادة: المراد به صلاة العصر.
قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ} الآية: 40.
قال مجاهد: هي صلاة الليل، ويجوز أن يراد به صلاة المغرب والعتمة.
وأدبار السجود على قول أكثر المفسرين: ركعتان بعد المغرب، وأدبار النجوم ركعتان قبل الفجر.
وعن ابن عباس مثله.
وعن مجاهد عن ابن عباس: وأدبار السجود: إذا وضعت جبهتك على الأرض فسبح ثلاثا. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة ق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قوله عزّت قدرته: {ق} (1) مجازها مجاز أوائل السور..
{ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} ردّ بعيد..
{فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} (5) مختلط، يقال: قد مريج أمر الناس اختلط وأهمل قال أبو ذؤيب:
فخرّ كأنه حوط مريج

أي سهم. قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم» أي اختلطت..
{ما لَها مِنْ فُرُوجٍ} (6) أي فتوق واحدها فرج وفتق.
{مِنْ كُل ِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (7) أي حسن..
{تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} (8) نصبها كنصب المصادر..
{وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ} (10) طوال ويقال: جبل باسق وحسب باسق قال ابن نوفل لابن هبيرة:
يا بن الذين بفضلهم ** بسقت على قيس فزاره

{طَلْعٌ نَضِيدٌ} (10) منضود..
{كَذلِكَ الْخُرُوجُ} (11) يوم القيامة قال العجّاج:
أليس يوم سمّى الخروجا ** أعظم يوم رجّة رجوجا

{وَأَصْحابُ الرَّسِّ} (12) المعدن وكل ركيّة لم تطو قال الجعدي:
سبقت إلى فرط ناهل ** تنابلة يحفرون الرّساسا

{أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) وريداه في حلقه والحبل حبل العاتق قال الشاعر:
كأن وريديه رشاء خلب

فأضافه إلى الوريد كما يضاف الحبل إلى العاتق..
{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} (31) قرّبت..
{فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} (36) طافوا وتباعدوا قال امرؤ القيس:
لقد نقّبت في الآفاق حتى ** رضيت من الغنيمة بالإياب

{مِنْ مَحِيصٍ} (36) من معدل..
{أَلْقَى السَّمْعَ} (37) استمع يقول الرجل للرجل: ألق إلىّ سمعك أي استمع منى..
{ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (42) يوم القيامة. اهـ.

.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها ق:

.[سورة ق: آية 16].

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)}.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [16].... وأراد سبحانه أنه يعلم غيب الإنسان ووساوس إضماره، ونجىّ أسراره. فكأنه باستبطانه ذلك منه أقرب إليه من وريده. لأن العالم بخفايا قلبه، أقرب إليه من عروقه وعصبه.